كيف أصبحت لادينيًا – أسـباب الإلحاد و ترك الدين

بعد انتشار الإنترنت.. وبالرغم من الحجب شبه التام الذي فرضته الحكومة السعودية ضد المواقع المنتقدة للدين والسياسة.. كان لدي فضول ونزعة للتحرر واستكشاف الخفايا؛ فتجاوزت الحجب.

كنت في البداية أكتب لأنتقد التشدد الديني الذي يحرّم علينا أمورًا كان محمد وأصحابه يفعلونها.. استدللت عليها بنصوص قرآنية وأحاديث صحيحة.

وبعد فترة من الخوض في هذه المسائل.. اطلعت على معلومات لم تكن متاحة سابقًا حينما كانت الحكومات تسيطر على الإعلام.. ما نشره منتقدوا الإسلام (وأكثرهم كانوا مسلمين سابقًا) من براهين قوية على بشرية الدين، وكذلك ما نشره اللادينيون عن بشرية الأديان عامة.

وبالتفكر فيها، مع القدرة على فهم اللغة الفصحى.. وعيت، وأدركت كمّ الزيف، وحجم الخديعة التاريخية الكبرى.

أخطاء علمية كثيرة، وتعديل وتبديل، وإقرار امتلاك عبيد وإماء، وتمييز جنسي وطبقي ونكاح الطفلة، والغزو ونهب الغنائم والسبي وذبح الأسرى، والتعذيب وتقطيع الأيدي والأرجل.. كل هذا مثبت في القرآن.

هذه الحجج والبراهين تطال الأديان الإبراهيمية الثلاثة، إذ أن فيها نفس المثالب. لا فرق بيننا وبين أتباع أي دين آخر. الأبناء يرثون معتقدات الآباء عبر مئات السنين، وهي مجرد معتقدات.. أكثرها وهمي بُني على دجل وخرافة، وترغيب وترهيب.

فتركت الدين على هذا الأساس. وبمرور السنين.. جمعت أقوى الحجج والبراهين ودوّنتها؛ وأخيرًا وثّقتها في كتاب، نشرته منذ أيام <هنا>.. لأتسلّح به في الدفاع عن موقفي، وفي إثبات أن اللاديني.. ترَك الباطل في سبيل الاهتداء إلى الحق.

هذا بشأن ترك الدين (ثبوت انتفاء الإله الإبراهيمي). أما سبب الإلحاد (عدم الاعتقاد بوجود رب للكون) فهو ببساطة كالتالي:
أن الإيمان بوجود رب للكون هو اعتقاد بشيء وهمي.. خرافة لا وجود لها إلا في أذهان معتقديها. ومن الحجج التي تقدح في فكرة وجوده:
• الأمراض والكوارث والمجاعات.. التي يعاني فيها الأطفال من الآلام ثم يموتون. أيّ رب هذا الذي خلق جراثيم وسموم وظروفًا قاسية وجعلها تؤذي الأطفال وتقتلهم؟
• أن الكائنات الحية (ومنها الإنسان) تكوّنت بالتطور من عناصر أولية وبالاصطفاء الطبيعي عبر ملايين السنين ولم يخلقها أحد بيديه
• الفضاء وما فيه من كتل خاوية لا تُحصى.. كواكب ومجرات جرداء تسبح في فضاء بلا فائدة.. هدر في المواد الخام

إن من الأَولى مساءلة أتباع الأديان الإبراهيمية.. لماذا يتمسكون بها بالرغم مما فيها من أخطاء علمية وتعاليم تخالف الفطرة والقيم الإنسانية. البيّنة على من ادّعى وليست على من أنكر.

أضف تعليق