11. نسخ وتبديل .. ونقص وتعديل

نفي ثم اعتراف
المصطفى .. نسي القرآن

ملائكة حصب لجهنم
سجدوا معه
قرارات ارتجالية
كان فريضة
أأشفقتم؟
التعذيب على الخواطر
الوصية
يرث .. لا يرث
تعديلات الصيام
تمسكنوا حتى تمكّنوا
إشراك الرسول مع “اللـه”
إقحام النصارى مع اليهود
المصاحف

أخطاء ترتيب النصوص
تعديل وتبديل وتحريف ونقص وزيادة

__________________________

نفي ثم اعتراف

قال مؤلفو القرآن في البداية:
{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} 56|77-78
{.. وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} 41|41-42
{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} 85|21-22
(الجلالين: مَحْفُوظ مِنْ الشَّيَاطِين وَمِنْ تَغْيِير شَيْء مِنْهُ)
ونفوا عنه تبديل الكلام:
{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ..}18|27
{إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} 15|9

لكن بعض نصوصه سببت ضررًا أو عطلت نفعًا، فغيروا رأيهم فيها، واضطروا إلى التبديل والتعديل والتراجع عن أحكام وضعوها فيه (مثلما يفعل مجلس النواب بالدستور)؛ ولكي يوجدوا لذلك حلاً.. لم يتورعوا عن أن ينسبوه إلى “اللـه”:

{وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} 16|101-102
هل هذا رد مُقنِع؟ إنه عجْز عن الرد.

{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ..} 2|106
(الطبري: مَا نَنْقُلْ مِنْ حُكْمِ آيَةٍ إِلَى غَيْرِهِ فَنُبَدِّلْهُ وَنُغَيِّرْهُ، وَذَلِكَ أَنْ يُحَوِّلَ الْحَلَالَ حَرَامًا، وَالْحَرَامَ حَلَالًا وَالْمُبَاحَ مَحْظُورًا، وَالْمَحْظُورَ مُبَاحًا ..)

قالوا “نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا”؛ إذن، “الآية” المبطَلة كانت أسوأ من البديلة؛ وقد فشل المؤلفون في قول الكلام الأفضل في المرة الأولى. هذا التبديل والتراجع والتخبط لا يصدر عن إله كامل منزّه عن الخطأ. وهكذا.. يمكن اعتبار القرآن في مصحف عثمان.. كتاب نثر بنسخة مُنقّحة محسّنة.

(ابن كثير: مَعْنَى النَّسْخِ الشَّرْعِيِّ مَعْلُومٌ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ، وَلَخَّصَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ رَفْعُ الْحُكْمِ بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ مُتَأَخِّرٍ. […] قَتَادَة … قَالَ: كَانَ اللَّهُ تَعَالَى يُنْسِي نَبِيَّهُ مَا يَشَاءُ وَيَنْسَخُ مَا يَشَاءُ. […] الْحَسَن قَالَ: إِنَّ نَبِيَّكُمْ … أُقْرِئَ قُرْآنًا ثُمَّ نَسِيَهُ. […] ابْن عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ مِمَّا يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ … الْوَحْيُ بِاللَّيْلِ وَيَنْسَاهُ بِالنَّهَارِ.)
(القرطبي: هَذِهِ آيَةٌ عُظْمَى فِي الْأَحْكَامِ. وَسَبَبُهَا أَنَّ الْيَهُودَ لَمَّا حَسَدُوا الْمُسْلِمِينَ فِي التَّوَجُّهِ إِلَى الْكَعْبَةِ وَطَعَنُوا فِي الْإِسْلَامِ بِذَلِكَ، وَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا يَأْمُرُ أَصْحَابَهُ بِشَيْءٍ ثُمَّ يَنْهَاهُمْ عَنْهُ، فَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ إِلَّا مِنْ جِهَتِهِ، وَلِهَذَا يُنَاقِضُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ “وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ” وَأَنْزَلَ “مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ”. مَعْرِفَةُ هَذَا الْبَابِ أَكِيدَةٌ وَفَائِدَتُهُ عَظِيمَةٌ، لَا يَسْتَغْنِي عَنْ مَعْرِفَتِهِ الْعُلَمَاءُ، وَلَا يُنْكِرُهُ إِلَّا الْجَهَلَةُ الْأَغْبِيَاءُ، لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنَ النَّوَازِلِ فِي الْأَحْكَامِ، وَمَعْرِفَةِ الْحَلَالِ مِنَ الْحَرَامِ. […] النَّسْخُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: النَّقْل […] الثَّانِي: الْإِبْطَالُ وَالْإِزَالَةُ […] وَمِنْ هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى “فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ” أَيْ يُزِيلُهُ فَلَا يُتْلَى وَلَا يُثْبَتُ فِي الْمُصْحَفِ ..)

أكثر الفقهاء والمفسرين متفقون على أن القرآن قد حصل فيه النسخ (بمعنى إبطال أحكام فيه) والنسيان (بمعنى زوال نصوص منه)؛ [63-76] وقد دوّنوا تفصيل ذلك في كتب عن علوم القرآن، وقام بعضهم بتأليف كتب خاصة به، عددوا فيها عشرات النصوص المنسوخة؛ منها:
الناسخ والمنسوخ للنحّاس، الناسخ والمنسوخ للمقري، الناسخ والمنسوخ لابن حزم، الناسخ والمنسوخ لابن سلام، نواسخ القرآن لابن الجوزي، الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لابن العربي.

من فمه ندينه. لقد أقام المؤلفون بأنفسهم دليل إدانتهم.. بوضعهم معيارًا للحكم بأن الكتاب ليس من “اللـه”، هو وجود اختلافات في نصوصه، بقوله:
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} 4|82

المصطفى .. نسي القرآن

محمد الرسول المصطفى.. أوتي قوة 30 رجلاً في النكاح، (كما هو مذكور في القسم 16، على عهدة رواة الأحاديث الصحيحة؛) لكن ذاكرته لم تكن أقوى من ذاكرة غيره ليحفظ القرآن:
{سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ..} 87|6-7
(الطبري: فَلَا تَنْسَى إِلَّا أَنْ نَشَاءَ نَحْنُ أَنْ نُنْسِيَكَهُ بِنَسْخِهِ وَرَفْعِهِ.)
{صَلّى رسولُ اللهِ … فترك آيةً، وفي القومِ أُبَيُّ ابنُ كعبٍ، فقال: يا رسولَ اللهِ نُسِّيتَ آيةَ كذا وكذا، أو نُسِخَتْ؟ قال: نُسِّيتُها.} [1]
{رسول اللهِ … قرَأ في الصَّلاةِ، فتعايا في آيةٍ. فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، إنَّك ترَكْتَ آيةً. قال: فهلّا أذكَرتنيها؟ قال: ظنَنْتُ أنَّها قد نُسِخت. قال: فإنَّها لم تُنسَخْ.} [2]

ملائكة حصب لجهنم

كان محمد يأتي بنص قرآني، فيرد عليه خصومه بما يُظهر خطأه، فيصحح الخطأ بنص آخر:
{جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ … وَفِي الْمَجْلِسِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ، فَتَكَلَّمَ … فَعَرَضَ لَهُ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ، فَكَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى أَفْحَمَهُ، ثُمَّ تَلَا … “إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ..”21|98 – ثُمَّ قَامَ … وَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَى […] فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ […] زَعَمَ مُحَمَّدٌ أَنَّا وَمَا نَعْبُدُ […] حَصَبُ جَهَنَّمَ؛ فَقَالَ […] بْنُ الزِّبَعْرَى: أَمَا وَاَللَّهِ لَوْ وَجَدْتُهُ لَخَصَمْتُهُ، فَسَلُوا مُحَمَّدًا: أَكُلُّ مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ فِي جَهَنَّمَ مَعَ مَنْ عَبَدَهُ؟ فَنَحْنُ نَعْبُدُ الْمَلَائِكَةَ، وَالْيَهُودُ تَعْبُدُ عُزَيْرًا، وَالنَّصَارَى تَعْبُدُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَم … فَعَجِبَ الْوَلِيدُ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ […] وَرَأَوْا أَنَّهُ قَدْ احْتَجَّ وَخَاصَمَ. فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ … فَقَالَ … كُلَّ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُعْبَدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَهُوَ مَعَ مَنْ عَبَدَهُ. إنَّهُمْ إنَّمَا يَعْبُدُونَ الشَّيَاطِينَ، وَمَنْ أَمَرَتْهُمْ بِعِبَادَتِهِ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ … “إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ”} [3]

سجدوا معه

في يوم من الأيام.. سجد المشركون مع محمد؛ فلماذا حدث هذا بالرغم من عداوتهم له؟ الأحاديث عن هذا الأمر مروية من طرق كثيرة، تكاد تكون متواترة، يقوّي بعضها بعضًا؛ يستحيل أن تكون كلها كاذبة. هذا أحدها:
{ابن عباس قال: أنَّ النبيَّ … سَجَدَ بالنَّجْمِ، وسَجَدَ معهُ المُسْلِمُونَ والمُشْرِكُونَ والجِنُّ والإِنْسُ.} [4]
هذا حديث صحيح مؤكد.

تدل الأحاديث الصحيحة على أنه حين كان محمد في أول سنين دعوته، وقد هاجر بعض أتباعه إلى الحبشة، وشقّ عليه نبذ قومه له وإعراضهم عما جاءهم به، تمنّى أن يحصل ما يقارب بينه وبينهم أو أن يجد طريقة لاستمالتهم. يومًا ما، أتاه أحدهم وقال له “إنَّما جلساؤُك عبيدُ بني فلانٍ، ومولى بني فلانٍ، فلو ذكرتَ آلهتَنا بشيءٍ جالسناك، فإنَّه يأتيك أشرفُ العربِ، فإذا رأَوْا جُلَساءَك أشرفَ قومِك كان أرغبَ لهم فيك.” فتأثر محمد بكلامه ورأى فيه ما قد يحقق أمنيته. وبعد أيام، جاء بسورة “النجم”، وكان فيها ما يلبي طلبهم.. ذكر آلهتهم بخير:
{أَفَرَأَيْتُمُ اللّاتَ والْعُزّى * وَمَناةَ الثّالِثَةَ الْأُخْرى * تِلكَ الغَرانيقُ العُلى * وَإِنَّ شفاعتَهُنَّ تُرتَجى}
وعندما أتم السورة سجد وسجدوا معه. فذاع خبر ذلك، وبلغ المهاجرين في الحبشة أن قريشًا قد أسلمت، وأن مكة أصبحت آمنة لهم، فرجعوا إليها. ندم محمد على تنازله عن مبدأه في توحيد الإله والخلوص من الشِرك، وتراجع عن نصوص القرآن تلك، ورقّعها بنصوص بديلة، واعتذر قائلاً “إِنَّمَا ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَان”. ثم جاء بنصّ قرآني يعفيه ويبرر إلغاء النص المؤيد لشِرك المشركين. [5][63][67][68][69][72][74]

تلك الأحاديث تبيّن سبب ومناسبة مجيء النص القرآني التالي، الذي لا تفسير ولا تبرير له غير ذلك:

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ […] لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ […] وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ ..} 22|52-55
(الطبري: ذَلِكَ التَّمَنِّي مِنَ النَّبِيِّ … مَا حَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ مِنْ مَحَبَّتِهِ مُقَارَبَةَ قَوْمِهِ فِي ذِكْرِ آلِهَتِهِمْ بِبَعْضِ مَا يُحِبُّونَ. […] الْآيَاتِ الَّتِي أَخْبَرَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنَّهُ يُحْكِمُهَا، لَا شَكَّ أَنَّهَا آيَاتُ تَنْزِيلِهِ؛ فَمَعْلُومٌ أَنَّ الَّذِي أَلْقَى فِيهِ الشَّيْطَانُ هُوَ مَا أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَنَّهُ نَسَخَ ذَلِكَ مِنْهُ ..)
{ابْن عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا حَدَّثَ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي حَدِيثِهِ وَوَجَدَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا تَمَنَّى أَنْ يُؤْمِنَ بِهِ قَوْمُهُ، وَلَمْ يَتَمَنَّ ذَلِكَ نَبِيٌّ إِلَّا أَلْقَى الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ مَا يَرْضَى بِهِ قَوْمُه ..} [67]

{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} 39|45
(الطبري: وَإِذَا ذُكِرَ الْآلِهَةُ الَّتِي يَدْعُونَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَعَ اللَّهِ فَقِيلَ “تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى، وَإِنَّ شَفَاعَتَهَا لَتُرْتَجَى،” إِذِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يَسْتَبْشِرُونَ بِذَلِكَ وَيَفْرَحُونَ ..)

قرارات ارتجالية

يأتي الخطأ الأبرز الذي يُثبت التراجع عنه أن مصدر القرآن بشري، في مرحلة اندفاع محمد القرشي وأعوانه إلى التوسع وبسط النفوذ:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ * الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} 8|65-66
لقد اتخذ قرارًا خاطئًا بأن يدفع أتباعه إلى بذل المزيد من الجهود في القتال، بحيث يقاتل الواحد عشرة لا يحق له الفرار منهم؛ ثم خفض العدد إلى اثنين. وقع التغيير في النص الذي يليه مباشرة؛ وهذا يدل على أن المقاتلين ضَجُّوا من الأمر الأول وثقل عليهم بشدة.. فهو يعتبر انتحارًا. فخشي أن يسبب هذا ردتهم وتخليهم عنه وفشل مشروعه، فتراجع عنه. النص يقول “عَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا”؛ وهذا اعتراف زل به لسان القائل.. يقتضي أنه لم يعلم قبلها، أو أنه تجاهل ضعف القوم وعجزهم عن طاعة الأمر الأول.. بسبب سوء تقديره وعجلته والرغبة الجامحة في إقامة الدولة (بينما الحكمة تقول “إذا أردت أن تطاع فأمُر بما يستطاع”)، وأنه لم يدرك مسبقًا ما سيقع في صدورهم من حرج قد يودي بهم إلى الردة عن دينه.
{ابْن عَبَّاسٍ … قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ “إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ” شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حِينَ فُرِضَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ، فَجَاءَ التَّخْفِيفُ ..} [6]
(ابن كثير: كُتِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَفِرّ عِشْرُونَ مِنْ مِائَتَيْنِ […] لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة ثَقُلَتْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَأَعْظَمُوا أَنْ يُقَاتِل عِشْرُونَ مِائَتَيْنِ وَمِائَةٌ أَلْفًا فَخَفَّفَ اللَّه عَنْهُمْ فَنَسَخَهَا بِالْآيَةِ الْأُخْرَى ..)
(الطبري: جَعَلَ عَلَى الرَّجُل مِنْهُمْ عَشَرَة مِنْ الْكُفَّار، فَضَجُّوا مِنْ ذَلِكَ، فَجَعَلَ عَلَى الرَّجُل رَجُلَيْنِ تَخْفِيفًا مِنْ اللَّه […] إِذْ عَلِمَ ضَعْفهمْ […] أَنَّ فِي الْوَاحِد مِنْهُمْ عَنْ لِقَاء الْعَشَرَة مِنْ عَدُوّهُمْ ضَعْفًا […] فَلَمْ يَكُنْ التَّخْفِيف إِلَّا بَعْد التَّثْقِيل ..)

ومن الأمثلة على تراجعه عن بعض قراراته الارتجالية:

{قَالَ رَسُولُ اللَّهِ … نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَأَمْسِكُوا مَا بَدَا لَكُمْ وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ النَّبِيذِ إِلَّا فِي سِقَاءٍ فَاشْرَبُوا ..} [7]

{.. فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ كُنْتُ أَذِنْتُ لَكُمْ فِي الِاسْتِمْتَاعِ مِنْ النِّسَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ ذَلِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهُنَّ شَيْءٌ فَلْيُخَلِّ سَبِيلَهُ ..} [8]

{.. إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحَرِّقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا بِالنَّارِ وَإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللَّهُ فَإِنْ أَخَذْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا} [9]

كان فريضة

النص {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} 73|1-2
نُسخ بالنص {عَلِمَ أنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فاقْرَءُوا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى ..} 73|20

{ابن عبّاسٍ قالَ في المزَّمِّلِ: “قُمِ اللَّيلَ إلّا قَلِيلًا نِصْفَه” نسخَتْها الآيةُ الَّتي فيها “عَلِمَ أنْ لَنْ تُحْصُوهُ ..”} [10]
{أنَّ سعدَ بنَ هِشامٍ سأَل عائِشَةَ فقال: […] يا أمَّ المؤمنينَ أنبِئيني عن قيامِ رسولِ اللهِ … قالت: ألسْتَ تقرَأُ … الْمُزَّمِّل؟ قُلْتُ: بلى. قالت: فإنَّ اللهَ … افترَض القيامَ في أوَّلِ هذه السُّورةِ، فقام نبيُّ اللهِ … وأصحابُه حَولًا، حتّى انتفخَت أقدامُهم، وأمسَك اللهُ خاتمتَها اثنَيْ عشَرَ شهرًا، ثمَّ أنزَل … التَّخفيفَ في آخِرِ هذه السُّورةِ، فصار قيامُ اللَّيلِ تطوُّعًا بعدَ أن كانَ فريضة.} [11]
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا} 76|26
(الطبري: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: كَانَ هَذَا أَوَّلَ شَيْءٍ فَرِيضَةً […] مُحِيَ هَذَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ … وَعَنِ النَّاسِ، وَجَعَلَهُ نَافِلَةً فَقَالَ {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ ..} 17|79)

لو كان مصدر القرآن رب عليم بحال الناس الكائن والذي سيكون، لما أمرهم بعبادة لا يطيقونها، ثم بعد معاناتهم عامًا كاملاً يتراجع عن ذلك.

أأشفقتم؟

النص {يَا أَيُّهَا الَّذِينُ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ..} 58|12
نُسخ بالنص {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ..} 58|13

(القرطبي: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَزَلَتْ بِسَبَبِ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا يُكْثِرُونَ الْمَسَائِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ … حَتَّى شَقُّوا عَلَيْهِ، فَأَرَادَ اللَّهُ … أَنْ يُخَفِّفَ عَنْ نَبِيِّهِ ..، فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ كَفَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ. ثُمَّ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِالْآيَةِ الَّتِي بَعْدَهَا)
{علي بن أبي طالب قال: لَمّا نزَلَتْ “.. إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ ..” قال لِيَ النَّبيُّ … ما تَرى؟ دِينارٌ؟ قُلتُ: لا يُطِيقُونَه. قال: فنِصفُ دِينارٍ؟ قُلتُ: لا يُطِيقُونَه. قال: فَكَمْ؟ قُلتُ: شَعِيرةٌ. قال: إِنَّكَ لَزَهِيدٌ. قال: فنَزلتْ “أَأَشْفَقْتُمْ ..”، فَبِي خَفَّفَ اللهُ عن هذه الأُمَّةِ.} [12]

هذا دليل على أن محمدًا كان يخطئ في اتخاذ القرارات، ولم يكن يوحى إليه من علّام للغيوب يعلم ما في نفوس الناس وكيف سيتفاعلون مع القرارات.

التعذيب على الخواطر

النص {.. وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ..} 2|284
نُسخ بالنص {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ..} 2|286

{ابنُ عُمَرَ قال: “وَإنْ تُبْدُوا ما في أنْفُسِكُمْ ..” … نَسَخَتْها الآيَةُ الَّتي بَعْدَها.} [13]
{قال محمد: إنَّ اللَّهَ تَجاوَزَ لِأُمَّتي ما حَدَّثَتْ به أَنْفُسَها، ما لَمْ يَتَكَلَّمُوا، أَوْ يَعْمَلُوا بهِ.} [14]
{لَمّا نَزَلَتْ […] اشْتَدَّ ذلكَ على أصْحابِ رَسولِ اللهِ ..، فأتَوْا … ثُمَّ بَرَكُوا على الرُّكَبِ، فقالوا: أيْ رَسولَ اللهِ، كُلِّفْنا مِنَ الأعْمالِ ما نُطِيقُ، الصَّلاةَ والصِّيامَ والْجِهادَ والصَّدَقَةَ، وقدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هذِه الآيَةُ ولا نُطِيقُها، قالَ رَسولُ اللهِ ..: […] قُولوا: سَمِعْنا وأَطَعْنا […] فأنْزَلَ اللَّهُ في إثْرِها “آمَنَ الرَّسُولُ ..”، فَلَمّا فَعَلُوا ذلكَ نَسَخَها اللَّهُ ..، فأنْزَلَ … “لا يُكَلِّفُ ..”} [15]

الوصية

النص {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} 2|180
نُسخ بالنص {.. وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ ..}4|11

{ابْن عَبّاسٍ قالَ: … فَكانتِ الوصيَّةُ كذلِكَ حتّى نسخَتْها آيةُ الميراثِ.} [16]
{ابْن عَبّاسٍ قالَ: كانَ المالُ لِلْوَلَدِ، وكانَتِ الوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ، فَنَسَخَ اللَّهُ مِن ذلكَ ما أحَبَّ، فَجَعَلَ لِلذَّكَرِ مِثْلَ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ، وجَعَلَ لِلْأَبَوَيْنِ لِكُلِّ واحِدٍ منهما السُّدُسُ ..} [17]

يرث .. لا يرث

النص {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ..} 4|33
نُسخ بالنص {.. وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ..} 8|75

{ابْن عَبّاسٍ قال: “وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ”، أي، ورَثَةً. “والَّذِينَ عقَدَتْ أيْمانُكُمْ”: كانَ المُهاجِرُونَ لَمّا قَدِمُوا المَدِينَةَ يَرِثُ المُهاجِرِيُّ الأنْصارِيَّ، دُونَ ذَوِي رَحِمِهِ، لِلْأُخُوَّةِ الَّتي آخى النبيُّ … بيْنَهُمْ؛ فَلَمّا نَزَلَتْ “وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ” نُسِخَتْ [الْأُخُوَّة] … إلّا النَّصْرَ والرِّفادَةَ والنَّصِيحَةَ، وقدْ ذَهَبَ المِيراثُ، ويُوصِي له.} [18]
{ابن عبّاسٍ قالَ: “والَّذِينَ عقَدَتْ أيْمانُكُمْ ..”: كانَ الرَّجلُ يحالفُ الرَّجلَ ليسَ بينَهُما نسَبٌ، فيرثُ أحدُهُما الآخرَ؛ فنُسِخَ ذلِكَ في الأنفالِ فقالَ تعالى “وَأُولُو الْأرْحامِ بَعْضُهُمْ أوْلى بِبَعْضٍ”} [19]

تعديلات الصيام

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} 2|183-184
(القرطبي: “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ” أَيْ، فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ، ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، “كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ” وَهُمُ الْيَهُودُ، فِي قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ … ثُمَّ نُسِخَ هَذَا فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بِشَهْرِ رَمَضَانَ.)
(ابن كثير: رُوِيَ أَنَّ الصِّيَامَ كَانَ أَوَّلًا كَمَا كَانَ عَلَيْهِ الْأُمَمُ قَبْلَنَا، مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، عَنْ مُعَاذٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَطَاءٍ وَقَتَادَةَ وَالضَّحَّاك.)
{.. رسول اللهِ … كان يصوم ثلاثةَ أيامٍ من كل شهرٍ ويصوم يومَ عاشوراءَ، فأنزل الله … “كتب عليكم الصيام ..” إلى قوله “طعام مسكين”، فمن شاء أن يصومَ صام ومن شاء أن يفطرَ ويطعمَ كلَّ يومٍ مسكينًا أجزأه ذلك، […] فأنزل اللهُ … “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن” إلى “أيام أخر” فثبت الصيامُ على من شهد الشهرَ ..} [20]

{ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ […] عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ ..} 2|187
هذا دليل على أن محمدًا كان يتخذ القرارات بناء على ما يقرأ ويسمع ويرى من الناس، مثله مثل أي زعيم، ولم يكن يوحى إليه من خالق يعلم من خلَق ويعلم الأصلح لهم سلفًا.
(ابن كثير: هَذِهِ رُخْصَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِلْمُسْلِمِينَ، وَرَفْعٌ لِمَا كَانَ عَلَيْهِ الْأَمْرُ فِي ابْتِدَاءِ الْإِسْلَامِ، فَإِنَّهُ كَانَ إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُهُمْ إِنَّمَا يَحِلُّ لَهُ الْأَكْلُ وَالشُّرْبُ وَالْجِمَاعُ إِلَى صَلَاةِ الْعِشَاءِ أَوْ يَنَامُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَمَتَى نَامَ أَوْ صَلَّى الْعِشَاءَ حَرُمَ عَلَيْهِ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَالْجِمَاعُ إِلَى اللَّيْلَةِ الْقَابِلَةِ. فَوَجَدُوا مِنْ ذَلِكَ مَشَقَّةً كَبِيرَةً.)
(الطبري: ابْنُ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانُوا يَصُومُونَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، فَلَمَّا دَخَلَ رَمَضَانُ كَانُوا يَصُومُونَ، فَإِذَا لَمْ يَأْكُلِ الرَّجُلُ عِنْدَ فِطْرِهِ حَتَّى يَنَامَ، لَمْ يَأْكُلْ إِلَى مِثْلِهَا […] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ […] أَنَّ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِذَا صَلَّوُا الْعِشَاءَ حَرُمَ عَلَيْهِمُ النِّسَاءُ وَالطَّعَامُ إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْقَابِلَةِ. ثُمَّ إِنَّ نَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَصَابُوا الطَّعَامَ وَالنِّسَاءَ فِي رَمَضَانَ بَعْدَ الْعَشَاءِ مِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَشَكَوَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ … فأَنْزَلَ اللَّهُ “أُحِلَّ لَكُمْ ..” […] قَتَادَة قَالَ: كَانَ النَّاسُ قَبْلَ هَذِهِ الْآيَةِ إِذَا رَقَدَ أَحَدُهُمْ مِنَ اللَّيْلِ رَقْدَةً، لَمْ يَحِلَّ لَهُ طَعَامٌ وَلَا شَرَابٌ وَلَا أَنْ يَأْتِيَ امْرَأَتَهُ إِلَى اللَّيْلَةِ الْمُقْبِلَةِ، فَوَقَعَ بِذَلِكَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَكَلَ بَعْدَ هَجْعَتِهِ أَوْ شَرِبَ، وَمِنْهُمْ مَنْ وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ، فَرَخَّصَ اللَّهُ ذَلِكَ لَهُمْ.)

{الْبَرَاء قال: لَمّا نَزَلَ صَوْمُ رَمَضانَ كانُوا لا يَقْرَبُونَ النِّساءَ رَمَضانَ كُلَّهُ، وكانَ رِجالٌ يَخُونُونَ أنْفُسَهُمْ. فأنْزَلَ اللَّهُ “عَلِمَ اللَّهُ أنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ ..”} [21]

{أنَّ رسولَ اللَّهِ … لمّا قدمَ المدينةَ أمرَهُم بصيامِ ثلاثةِ أيّامٍ. ثمَّ أُنْزِلَ رمضانُ، وَكانوا قومًا لم يتعوَّدوا الصِّيامَ وَكانَ الصِّيامُ عليهِم شديدًا؛ فَكانَ من لم يصُم أطعمَ مسكينًا. فنزلت “فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ”، فَكانتِ الرُّخصةُ للمريضِ والمسافر،ِ فأُمِروا بالصِّيامِ. … وَكانَ الرَّجلُ إذا أفطرَ فَنامَ قبلَ أن يأكلَ، لم يأكل حتّى يُصْبِحَ. فجاءَ عمرُ بنُ الخطّابِ فأرادَ امرأتَهُ، فقالت إنِّي قد نمتُ، فظنَّ أنَّها تعتلُّ، فأتاها. فجاءَ رجلٌ منَ الأنصارِ فأرادَ الطَّعامَ، فقالوا حتّى نسخِّنَ لَكَ شيئًا، فَنامَ. فلمّا أصبحوا أُنْزِلَت … “أُحِلَّ لَكُمْ”.} [22]

{ابن عبّاسٍ قالَ: إنَّ النّاسَ كانوا قبلَ أن يُنزَلَ في الصِّيامِ ما نُزِّلَ يأكُلونَ ويشرَبونَ ويَحِلُّ لهم شأنُ النِّساءِ، فإذا نام أحدُهم لم يَطعَمْ ولم يَشرَبْ ولم يأتِ أهلَهُ حتّى يُفطرَ من القابِلَةِ، وأنَّ عمَرَ … بَعدَما نامَ ووجبَ عليهِ الصِّيامُ وقع على أهلِهِ، ثُمَّ جاءَ إلى النَّبِيِّ … فقالَ: “أشكو إلى اللَّهِ وإليكَ الَّذي أصبت.” قال: “وما الَّذي صنعت؟” قال: “إنِّي سوَّلَت لي نفسي فوقَعتُ على أهلي بَعدَما نِمتُ وأردتُ الصِّيام.” فنزَلَت “أُحِلَّ لَكُمْ”.} [23]

{الْبَرَاء قال:كان أصحابُ محمَّدٍ … إذا كان أحدُهم صائمًا فحضَر الإفطارُ فنام قبْلَ أنْ يُفطِرَ لم يأكُلْ ليلتَه ولا يومَه حتّى يُمسيَ. وإنَّ قيسَ بنَ صِرمةَ كان صائمًا، فلمّا حضَر الإفطارُ أتى امرأتَه فقال: أعندَكِ طعامٌ؟ قالت: لا، ولكنْ أطلُب. فطلَبَت له. وكان يومَه يعمَلُ، فغلَبَتْه عينُه، وجاءتِ امرأتُه فقالت: خيبةً لك. فأصبَح، فلمّا انتصف النَّهارُ غُشي. فذُكِر للنَّبيِّ … فنزَلت “أُحِلَّ لَكُمْ”.} [24]

النص {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} 2|184
نُسخ بالنص {.. فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ..} 2|185
(الطبري: “وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ ..” مَنْسُوخٌ بِقَوْلِ اللَّهِ … “فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ”.)
{سلمة بن الأكوع قال: لَمّا نَزَلَتْ “وَعَلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ”، كانَ مَن أرادَ منّا أنْ يُفْطِرَ أفطَر وافتدى، حتّى نَزَلَتِ الآيَةُ الَّتي بَعْدَها فَنَسَخَتْها.} [25]

تمسكنوا حتى تمكّنوا

نصوص الغزو وتقتيل المعارضين في سورة التوبة (الأخيرة زمنيًا).. نَسخت (أبطلت) جميع نصوص السماحة والمسالمة والتمَسْكُن.

النصوص المنسوخة (المبطَلة) بسبب سورة التوبة يقدّر عددها بالعشرات. [26] أمثلة منها:
{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ […] فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} 2|190-192
{وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ..} 8|61
{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} 23|96
{.. وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} 15|94، 6|106
{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ..} 2|256
{إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ} 35|23 {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} 50|45 { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ} 88|21-22
{.. فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ} 3|20 {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ ..} 5|99
{قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ ..} 45|14

النصوص الناسخة (المبطِلة).. منها:
{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} 9|5
{قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} 9|29
{.. وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ..} 9|36
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ..} 9|73
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ..} 4|89

إشراك محمد مع “اللـه”

في القرآن نصوص يبدو أن محمدًا أُقحم فيها مع “اللـه”؛ وذلك على الأرجح لغرض فرض أمور عن طريق أحاديث منسوبة إلى محمد. وفي ذلك إشراك له مع “اللـه”. لا أجد مثل هذا الشِرك في “الكتاب المقدس”، إلا مع المسيح (ابن الإله المزعوم):

{وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} 9|59
{.. وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ ..} 9|74
هذا شِرك واضح. التوحيد يقتضي أن يقال “سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ” و”أَغْنَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ”. أما هذا الذي في مصحف عثمان.. فهو شرك، بلا شك.

{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} 48|8-9
هنا الخطاب لمحمد؛ لا يصح أن يقال له “لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ”. وبعدها ثلاث كلمات للمفرد، منها “َتُسَبِّحُوه”.
وحتى لو كانت الأفعال بالياء كما في بعض القراءات (لِيُؤْمِنُوا، وَيُعَزِّرُوهُ وَيُوَقِّرُوهُ وَيُسَبِّحُوهُ)، فكما قال المفسرون: الضَّمَائِرُ لِلَّهِ تَعَالَى، وَالْمُرَادُ بِتَعْزِيرِهِ تَعْزِيرُ دِينِهِ وَرَسُولِهِ؛ وَمَنْ فَرَّقَ الضَّمَائِرَ فَقَدْ أَبْعَدَ. [27][64][66][69][73]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ ..} 49|1
(الطبري: أَيْ، لَا تُعَجِّلُوا بِقَضَاءِ أَمْرٍ فِي حُرُوبِكُمْ أَوْ دِينِكُمْ، قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ اللَّهُ لَكُمْ فِيهِ وَرَسُولُهُ، فَتَقْضُوا بِخِلَافِ أَمْرِ اللَّهِ وَأَمْرِ رَسُولِهِ)

{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ} 9|62
هنا.. إما أن كلمة “وَرَسُولُهُ” أُقحمت، أو أن كلمة “يُرْضُوهُ” خطأ والصواب “يرضوهما”.

{وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ} 24|48
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ..} 24|51
“لِيَحْكُمَ” (بدلاً عن “ليحكما”) تدل على أن الأصل “وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ”.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ..} 8|24
“دَعَاكُمْ” (بدلاً عن “دَعَياكم”) تدل على أن الأصل “اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ إِذَا دَعَاكُمْ”.

{.. وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ ..} 4|13، 48|17
{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا ..} 4|14
{.. وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ..} 49|14
{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ […] أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا ..} 9|24
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} 59|4
{.. أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ..} 24|50
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ..} 5|104
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} 33|36

إقحام النصارى مع اليهود

رأى أحد الباحثين أن القرآن الأصلي.. أمعن في ذم اليهود، واعتبرهم أعداء، بينما مدح النصارى ولم يذكرهم إلا بخير، وأن كل الذم (في قول أن الله ثالث ثلاثة، وأن الله هو المسيح، والغلو في الدين) كان يخص وفد نجران المسيحي:
{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ […] فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ ..} 5|82-85

أما مصحف عثمان، فجاء فيه ما يناقض ذلك:
{قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ * وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ..} 9|29-31
هذه آخر سورة بالترتيب الزمني، وفيها جاء هذا الانقلاب على النصارى، والتعميم الظالم ضدهم، وجمعهم مع اليهود، والخلط بينهم وبين المسيحيين (منحرفي العقيدة).
التفسير المنطقي لذلك.. هو أن الغزوات (للتوسع وأخذ المغانم والجزية وسبي النساء) طالت بلادًا فيها أكثرية من النصارى، وكان لا بد من تبرير غزوهم واستباحة قتالهم والجباية منهم، بالرغم من كونهم مؤمنين موحّدين، فأضيفت نصوص تدعم الغزاة بإرادة إلهية.
ولذلك أُقحمت كلمة “نصارى” في نصوص عن اليهود: [28]

{وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ..} 2|135
والأصل: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}
لا يصلح أن المؤمنين بالمسيح والكافرين به يعتقدون بأنهم مهتدون جميعًا.

{وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ..} 2|111
والأصل: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ}
لا يصلح أن المؤمنين بالمسيح والكافرين به يعتقدون بدخولهم الجنة جميعًا.

{أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ..} 2|140
والأصل: {كَانُوا هُودًا قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ}
لم يقل أحد أنهم كانوا نصارى، فالنصرانية أتت بعدهم، والحوار هنا مع جماعة يهود وليس مع يهود ونصارى، فهم لم يجتمعوا.

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ..} 5|18
والأصل: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ}
لم يحكِ القرآن عن النصارى أنهم عُذبوا بذنوبهم؛ حكى ذلك عن اليهود.

{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى ..} 2|120
والأصل: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى}
هم ليسوا ملة واحدة.

المصاحف

الاختلافات بين قراءات أصحاب محمد أو بين مصاحفهم كانت معضلة بئيسة تواجه مؤسسي الدين، تناقض زعمهم “حفظ اللـه للقرآن”. وقد عالجوها في البداية بفكرة “الأحرف السبعة”. وبعد فشلها وتفاقم المشكلة، قرروا فرض مصحف واحد على الناس وإتلاف مصاحفهم بالقوة والإرغام.

{قال محمد: أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ على حَرْفٍ، فَراجَعْتُهُ، فَلَمْ أزَلْ أسْتَزِيدُهُ فَيَزِيدُنِي حتّى انْتَهى إلى سَبْعَةِ أحْرُفٍ.} [29]
{وقال: اقرؤوا القرآنَ على سبعةِ أحرفٍ، فأيُّما قرأْتُم أصبْتُم، ولا تُماروا فيه، فإنَّ المِراءَ فيه كُفْرٌ.} [30][31]

في زمن محمد، كان عبدالله بن مسعود من كُتاب القرآن وقرائه. لكنه تميز عنهم بأمرين:
1- مديح محمد لقراءته:
{قال محمد: مَن سَرَّهُ أن يَقرأَ القرآنَ غضًّا كما أُنْزِلَ، فليَقرأهُ على قراءةِ ابنِ أمِّ عَبْد.} [32]
2- شدة اهتمامه وعنايته بالقرآن، وعمله على جمع نصوصه، حتى أصبح له مصحف يتناسخه الناس.
{قال ابن مسعود: والَّذِي لا إلَهَ غَيْرُهُ، ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مِن كِتابِ اللَّهِ إلّا أنا أعْلَمُ أيْنَ أُنْزِلَتْ، ولا أُنْزِلَتْ آيَةٌ مِن كِتابِ اللَّهِ إلّا أنا أعْلَمُ فِيمَ أُنْزِلَتْ، ولو أعْلَمُ أحَدًا أعْلَمَ مِنِّي بكِتابِ اللَّهِ تُبَلِّغُهُ الإبِلُ لَرَكِبْتُ إلَيْهِ.} [33]

بالرغم من ذلك، همّش الخليفة أبوبكر.. ابن مسعود ومصحفه، ولم يستعن به حين قرر جمع القرآن، مع أنه الأخبر والأكفأ في ذلك.
بعد موت محمد، ومعركة اليمامة ضد المرتدين في عهد أبي بكر، التي قُتل فيها أكثر من 70 من حَفَظة القرآن، كلّف أبوبكر زيدَ بن ثابت بجمع نصوص القرآن، فقام بجمعها من جريد النخل والجلود والعظام (لوح الكتف) والأحجار الرقيقة، ومن ذاكرة الرجال؛ [34] ففُقد بعضها وحُرّف آخر، وربما زِيد عليها. وكان من أهم العوامل المؤثرة في ذلك.. فَناء كثير من الحَفَظة في المعارك، خاصةً معركة الحَرة في المدينة، التي كانت مقتلة لأكثر من 700 منهم. [35][36][37]

كان الناتج صحفًا ظلت بحوزة أبي بكر حتى موته، ثم انتقلت إلى عمر، ثم إلى ابنته حفصة. ولم تُستنسخ ولم يتداولها الناس حينها، بينما كان مصحف ابن مسعود شائعًا، خصوصًا بين أهل العراق (حيث بعثه الخليفة عمر)، وكذلك مصحف أُبَي بن كعب، وما نقله بعض أصحاب محمد إلى الشام. [38]

رُوي أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ كَانَ فِي بَعْضِ الْغَزَوَاتِ، وَقَدِ اجْتَمَعَ فِيهَا خَلْقٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِمَّنْ يَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ مِمَّنْ يَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي مُوسَى؛ وَجَعَلَ مَنْ لَا يَعْلَمُ بِسَوَغَانِ الْقِرَاءَةِ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ يُفَضِّلُ قِرَاءَتَهُ عَلَى قِرَاءَةِ غَيْرِهِ، وَرُبَّمَا خَطَّأَ الْآخَرَ أَوْ كَفَّرَهُ. فَأَدَّى ذَلِكَ إِلَى اخْتِلَافٍ شَدِيدٍ وَانْتِشَارٍ فِي الْكَلَامِ السَّيِّئِ بَيْنَ النَّاسِ. فَرَكِبَ حُذَيْفَةُ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَدْرِكْ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ تَخْتَلِفَ فِي كِتَابِهَا كَاخْتِلَافِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي كُتُبِهِمْ. وَذَكَرَ لَهُ مَا شَاهَدَ مِنَ اخْتِلَافِ النَّاسِ فِي الْقِرَاءَةِ. [31][39][40]

وعندما كلّف عثمان زيدًا بفرض مصحفه على الناس وإتلاف ما عداه.. [39] ثار ابن مسعود غضبًا، وقال: “يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِين! أُعْزَلُ عَنْ نَسْخِ الْمَصَاحِفِ وَيَتَوَلَّاهُ رَجُلٌ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَسْلَمْتُ وَإِنَّهُ لَفِي صُلْبِ رَجُلٍ كَافِر!” وقال: “قرأتُ مِن في رَسولِ اللهِ … سبعينَ سُورةً، وزيدُ بنُ ثابتٍ له ذؤابةٌ في الكُتّابِ.” [41] فكانت أزمة كبيرة بين ابن مسعود (مقرئ الرسول وأحد أفقه أصحابه وأقربهم إليه) وعثمان (الخليفة). تمسك ابن مسعود بمصحفه، ولمّا سمع بالأمر بإتلاف المصاحف (وهو بالكوفة)، أخفى مصحفه وحث الناس على ذلك قائلاً: “اكتموا المصاحف التي عندكم وغُلّوها، فإن الله قال وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فالقوا الله بالمصاحف. لقد قرأت من فم رسول الله … سبعين سورة؛ أفأترك ما أخذت من في رسول الله؟” [40][42]

إن فرض مصحف واحد (وحرف واحد) على الناس.. بدعة محدثة في الدين، مخالِفة لصريح قول محمد. وإذا كان بشر غير معصومين قد تجرأوا أن يتصرفوا بالقرآن بما يخالف توجيه نبيهم “المعصوم” (اقرؤوا القرآنَ على سبعةِ أحرف) وينقضه ويبطله، فمن المرجّح أنهم (أو غيرهم) تجرأوا بأكثر من ذلك.

رصدت كتب التفسير وصحاح الحديث بعض الاختلافات بين مصحف ابن مسعود ومصحف عثمان؛ منها أن الأخير أضاف سوَر الفاتحة والفلق والناس، [43] وفقد نصوصًا، واختلف في كثير من الكلمات.

أخطاء ترتيب النصوص

• النص {.. فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ..} 2|144
سبقه النص التالي الذي لا يصلح إلا لاحقًا له:
{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ..} 2|142
إذن، ترتيب هذين النصين معكوس في مصحف عثمان. [44]
ومن المرجّح أن هذه النصوص أضيفت إلى القرآن.. بسبب هدم الكعبة في مكانها الأصلي (البتراء) وبنائها في مكة الحجازية، إبّان الحرب بين الأمويين وأتباع ابن الزبير، بعد مقتل الإمام الحسين (كما يبين القسم 15).

• أكثر الفقهاء والمفسرين متفقون على أنَّ النص
{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} 2|240
منسوخ، نسخه (أبطله) نص يسبقه في المصحف:
{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} 2|234
إذن، ترتيب هذين النصين معكوس في مصحف عثمان. [26][44][45][46]

{عبدالله بن الزبير قال: قُلتُ لِعُثْمانَ بنِ عَفّانَ “والَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُم ويَذَرُونَ أزْواجًا” قالَ: قدْ نَسَخَتْها الآيَةُ الأُخْرى، فَلِمَ تَكْتُبُها؟ قالَ: يا ابْنَ أخِي لا أُغَيِّرُ شيئًا منه مِن مَكانِهِ.} [47]
{أُمّ سَلَمَةَ قالت: جاءَتِ امْرَأَةٌ إلى رَسولِ اللهِ ..، فقالَتْ: “يا رَسولَ اللهِ، إنَّ ابْنَتي تُوُفِّيَ عَنْها زَوْجُها، وقَدِ اشْتَكَتْ عَيْنُها، أفَنَكْحُلُها؟” فقالَ رَسولُ اللهِ ..: “لا” مَرَّتَيْنِ، أوْ ثَلاثًا، كُلَّ ذلكَ يقولُ: “لا”، ثُمَّ قالَ: “إنَّما هي أرْبَعَةُ أشْهُرٍ وعَشْرٌ، وقدْ كانَتْ إحْداكُنَّ في الجاهِلِيَّةِ تَرْمِي بالبَعْرَةِ على رَأْسِ الحَوْلِ.” فَقُلْتُ لِزَيْنَبَ: “مَا رَأْسُ الْحَوْلِ؟” قَالَتْ: “كَانَتِ الْمَرْأَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا هَلَكَ زَوْجُهَا عَمَدَتْ إِلَى شَرِّ بَيْتٍ لَهَا فَجَلَسَتْ فِيهِ حَتَّى إِذَا مَرَّتْ بِهَا سَنَةٌ خَرَجَتْ فَرَمَتْ وَرَاءَهَا بِبَعْرَةٍ ‏.‏”} [48]
{ابن عبّاسٍ قال: نَسخَت هذِه الآيةُ عدَّتَها عندَ أَهلِها، فتعتدُّ حيثُ شاءت، وهوَ قولُ اللَّهِ “غَيْرَ إِخْراج”} [49]
إذن، قد أخذ مؤلفو القرآن بإحدى عادات ما سمّوه “الجاهلية”، ثم بدّلوها.

تعديل وتبديل وتحريف ونقص وزيادة

من أسطورة سليمان: {.. فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِين} 34|14
فِي قِرَاءَتَيّ اِبْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس: “تَبَيَّنَتْ الْإِنْس أَنْ لَوْ كَانَ الْجِنّ يَعْلَمُونَ الْغَيْب”. [64][66][67][68][69][76]

{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} 92|1-4
هذا نص ركيك؛ فالقَسَم بالليل والنهار متبوع بالقسم بالخالق. هذه نتيجة الترقيع:
{عَلْقَمَة قَالَ: لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَقَالَ لِي: “[…] هَلْ تَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ؟” قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: “فَاقْرَأْ ‘وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى’.” فَقَرَأْتُ: “وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى”. فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ: “هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ … يَقْرَؤُهَا.”} [50]

{زرّ بن حبيشٍ قَالَ: لقيتُ أُبَيَّ بنَ كعبٍ فقُلْتُ له: إنَّ ابنَ مسعودٍ كان يحُكُّ المُعوِّذتينِ مِن المصاحفِ ويقولُ: “إنَّهما ليستا مِن القرآنِ، فلا تجعَلوا فيه ما ليس منه.” قال أُبَيٌّ: “قيل لرسولِ اللهِ … فقال لنا فنحنُ نقول. كم تعُدُّونَ سورةَ الأحزابِ مِن آيةٍ؟” قُلْتُ: ثلاثًا وسبعينَ. قال: “والَّذي يُحلَفُ به إنْ كانت لَتعدِلُ سورةَ البقرةِ، ولقد قرَأْنا فيها آيةَ الرَّجمِ ..”} [43]

{خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ … عَلَى الْمِنْبَرِ […] ثُمَّ قَال: […] فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا […] فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ […] ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَنْ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ..} [51]

{عَائِشَة … قَالَت: لَقَدْ أُنْزِلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ وَرَضَعَاتُ الْكَبِيرِ عَشْرًا فَكَانَتْ فِي وَرَقَةٍ تَحْتَ سَرِيرٍ فِي بَيْتِي فَلَمَّا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ … تَشَاغَلْنَا بِأَمْرِهِ وَدَخَلَتْ دُوَيْبَةٌ لَنَا فَأَكَلَتْهَا} [52]
{عَائِشَة … قَالَت: كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنْ الْقُرْآنِ “عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ” ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ … وَهُنَّ فِيمَا يُقْرَأُ مِنْ الْقُرْآن} [53]
ليس في المصحف شيء عن هذه الرضعات، لا العشر ولا الخمس.

{وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} 103|1-2
كَانَ عَلِيٌّ … يَقْرَأُ ذَلِكَ “إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * وَإِنَّهُ فِيهِ إِلَى آخِرِ الدَّهْر”. [63][64][68]

{قَالَ عُمَرُ بنُ الخطّابِ لعبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ ..: ألمْ نَجِدْ فيما أنزَلَ اللهُ علينا أنْ “جاهِدوا كما جاهَدتُم أوَّلَ مَرَّةٍ”؟ فإنّا لا نَجِدُها. فقال: “أُسقِطَتْ فيما أُسقِطَ مِنَ القُرآنِ.” ..} [54]

{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ..} 2|196
{عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ […] قَالَ: هِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ “وَأَقِيمُوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ إِلَى الْبَيْتِ”، لَا تُجَاوِزْ بِالْعُمْرَةِ الْبَيْتَ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ: كَذَلِكَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ.} [55][63][64][65]

{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ..} 5|38
فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ “وَالسَّارِقُونَ وَالسَّارِقَاتُ فَاقْطَعُوا أَيْمَانَهُمْ”. [56][63][64][66][67][69][70][72]

{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ..} 8|25
قال ابن العربي: لَا تَظُنُّوا أَنَّ إشْكَالَ هَذِهِ الْآيَةِ حَدَثَ بَيْنَ الْمُتَأَخِّرِينَ؛ بَلْ هُوَ أَمْرٌ سَالِفٌ عِنْدَ الْمُتَقَدِّمِينَ. وَلِذَلِكَ قَرَأَهَا قَوْمٌ “وَاتَّقُوا فِتْنَةً أَنْ تُصِيبَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً”، وَقَرَأَهَا آخَرُونَ “وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَتُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً”. وَهَكَذَا يُرْوَى فِيهَا عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. [57][75]

{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ..} 2|148
قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ “وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا قِبْلَةً”. [71] جَرِيرٌ قَالَ: قُلْتُ لِمَنْصُورٍ: “وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا” قَالَ: نَحْنُ نَقْرَأُهَا “وَلِكُلٍّ جَعْلِنَا قِبْلَةً يَرْضَوْنَهَا”. [63][71]

{لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ ..} 2|236
قَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيّ “تَمَاسُّوهُنَّ”، وَالْأَعْمَشُ “مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ”، وَعَبْدُ اللهِ “مِنْ قَبْلِ أَنْ تُجَامِعُوهُنَّ”. [71][74]

{.. وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ..} 16|12
قَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَالْأَعْمَشُ وابْنُ مَصْرِفٍ “وَالرِّيَاحُ مُسَخَّرَاتٌ” فِي مَوْضِعِ “وَالنُّجُومِ”. [66][73]

{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ ..} 2|198
ابْن عَبَّاسٍ … قَالَ: كَانَتْ عُكَاظٌ وَمَجَنَّةُ وَذُو الْمَجَازِ أَسْوَاقًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا كَانَ الْإِسْلَامُ فَكَأَنَّهُمْ تَأَثَّمُوا فِيهِ فَنَزَلَتْ “لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ” قَرَأَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ. [58][64]

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ} 112|1-2
قال محمد لأصْحابِهِ: {اللَّهُ الواحِدُ الصَّمَدُ، ثُلُثُ القُرْآنِ.} [59][64][65]

{.. كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} 40|35
رُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ ذَلِكَ “كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قَلْبِ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ” […] عَنْ هَارُونَ أَنَّهُ كَذَلِكَ فِي حَرْفِ ابْنِ مَسْعُودٍ. [63][66][67][72]

{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ..} 23|14
فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ: “ثُمْ جَعَلْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا وَعَصَبًا فَكَسَوْنَاهُ لَحْمًا”. [63][66]

{.. فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} 10|24
فِي مُصْحَفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ “كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ وَمَا كُنَّا لِنُهْلِكَهَا إِلَّا بِذُنُوبِ أَهْلِهَا كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ”، رَوَاهَا عَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ. [63][66][73]

{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ..} 4|81
قَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ: “بَيَّتَ مُبَيِّتٌ مِنْهُمْ يَا مُحَمَّدُ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ”. [66][73]

{وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَةُ * وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ ..} 98|4-5
{أُبَيّ بْن كَعْبٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ …: “إِنَّ اللَّهَ … أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ.” … فَقَرَأَ عَلَيَّ “.. وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَةُ * إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ غَيْرُ الْمُشْرِكَةِ وَلَا الْيَهُودِيَّةِ وَلَا النَّصْرَانِيَّةِ * وَمَنْ يَفْعَلْ خَيْرًا فَلَنْ يُكْفَرَهُ”.} [60]

{.. قَالَ قَتَادَةُ: وَحَدَّثَنَا أَنَسٌ أَنَّهُمْ قَرَءُوا بِهِمْ قُرْآنًا “أَلَا بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا بِأَنَّا قَدْ لَقِيَنَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا”، ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ بَعْدُ.} [61]

{بَعَثَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ إِلَى قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ 300 رَجُلٍ قَدْ قَرَءُوا الْقُرْآنَ. فَقَالَ: […] كُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا فِي الطُّولِ وَالشِّدَّةِ بِبَرَاءَةَ، فَأُنْسِيتُهَا، غَيْرَ أَنِّي قَدْ حَفِظْتُ مِنْهَا “لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ”. وَكُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا بِإِحْدَى الْمُسَبِّحَاتِ، فَأُنْسِيتُهَا، غَيْرَ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْهَا “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ فَتُكْتَبُ شَهَادَةً فِي أَعْنَاقِكُمْ فَتُسْأَلُونَ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.”} [62]

نصوص القرآن (أعلاه) والروايات المتواترة من طرق عديدة.. لا تدع مجالاً للتشكيك والتكذيب بحصول النسخ (إبطال أحكام) والنسيان (زوال نصوص) في القرآن. هل هذا المصحف الذي جاء نتيجة كل ذلك التبديل والإبطال والبعثرة والجمع.. كان أصلاً في لوح محفوظ أو كتاب مكنون؟ بل هذا برهان قاطع على أن مصدره بشر، وليس وحيًا من إله كامل العلم والقدرة قد تعهّد بحفظ كلامه.

 

جهلاً وطمعًا أقمنا دينا
وإلهًا ندعوه لا يهدينا
إنما أمرنا بأيدينا
اسمعوا أقوال الملحدينَ

 

[⇧][1] صحيح، سنن النسائي 8240، مسند أحمد 15365، صحيح ابن خزيمة 1647، السلسلة الصحيحة للألباني 6/159
[⇧][2] صحيح ابن حبان 2241، سنن أبي داود 907، صحيح ابن خزيمة 1648
[⇧][3] السيرة النبوية لابن هشام ص358
[⇧][4] صحيح البخاري 1071، 4862، صحيح ابن حبان 2763، سنن الترمذي 575
[⇧][5] صحيح، نصب المجانيق للألباني 20، 23، المواهب اللدنية للقسطلاني 1‏/147
[⇧][6] صحيح البخاري 4376، 4653، سنن أبي داود 2646
[⇧][7] صحيح مسلم 977
[⇧][8] صحيح مسلم 1406
[⇧][9] صحيح البخاري 2954، صحيح ابن حبان 5611، سنن الدارمي 2461
[⇧][10] صحيح أبي داود 1304
[⇧][11] صحيح مسلم 746، مسند أحمد 24269، صحيح ابن حبان 2551، سنن أبي داود 1342، سنن النسائي 1600
[⇧][12] صحيح ابن حبان 6942، سنن الترمذي 3300
[⇧][13] صحيح البخاري 4545، 4546
[⇧][14] صحيح البخاري 6664، صحيح مسلم 127، صحيح ابن حبان 4334، صحيح النسائي 3434، صحيح ابن ماجه 1672، صحيح أبي داود 2209
[⇧][15] صحيح مسلم 125، صحيح ابن حبان 5069، صحيح الترمذي 2992، مسند أحمد 3061
[⇧][16] صحيح أبي داود 2869
[⇧][17] صحيح البخاري 2747
[⇧][18] صحيح البخاري 2292، 4580، صحيح أبي داود 2922
[⇧][19] صحيح أبي داود 2921
[⇧][20] صحيح أبي داود 507
[⇧][21] صحيح البخاري 4508
[⇧][22] صحيح أبي داود 506
[⇧][23] صحيح، عمدة التفسير لابن كثير 1/219، موافقة الخبر الخبر لابن حجر 2/311، العجاب في بيان الأسباب لابن حجر 1/437
[⇧][24] صحيح البخاري 1915، صحيح ابن حبان 3460، صحيح أبي داود 2314، صحيح الترمذي 2968، مسند أحمد 18611، سنن النسائي 2168
[⇧][25] صحيح البخاري 4507، صحيح مسلم 1145، صحيح الترمذي 798، صحيح النسائي 2315، صحيح ابن حبان 3478، صحيح أبي داود 2315
[⇧][26] الناسخ والمنسوخ للمقري
[⇧][27] الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج1 ص563
[⇧][28] قس ونبي لأبي موسى الحريري – نجاح وفشل
[⇧][29] صحيح البخاري 3219، 4991، صحيح مسلم 819، مسند أحمد 2371
[⇧][30] صحيح الجامع للألباني 1163، مسند أحمد 17853، شُعب الإيمان للبيهقي 2266
[⇧][31] تفسير الطبري – القول في اللغة التي نزل بها القرآن
[⇧][32] صحيح، مسند أحمد 36، صحيح ابن ماجه 114، صحيح ابن حبان 7066، صحيح الجامع 5961
[⇧][33] صحيح البخاري 5002، صحيح مسلم 2463
[⇧][34] ويكيبيديا – جمع القرآن
[⇧][35] تاريخ الطبري – سنة 63
[⇧][36] البداية والنهاية لابن كثير – سنة 63، 11
[⇧][37] الكامل في التاريخ لابن الأثير – سنة 63
[⇧][38] ويكيبيديا – مصحف عثمان
[⇧][39] صحيح البخاري 4987
[⇧][40] مقالة محمود خليل “مصحف ابن مسعود فى مواجهة قرآن عثمان” – صحيفة الدستور، البداية والنهاية لابن كثير – سنة 35
[⇧][41] صحيح، مسند أحمد 3689
[⇧][42] تفسير القرطبي – باب ذكر جمع القرآن، سير أعلام النبلاء للذهبي – عبد الله بن مسعود
[⇧][43]صحيح ابن حبان 4429، مسند أحمد 21186، تفسيرا القرطبي وابن كثير – سورة الفلق، المستصفى للغزالي ص114، البرهان في علوم القرآن للزركشي ج2 ص254
[⇧][44] البرهان في علوم القرآن للزركشي ج2 ص169
[⇧][45] الناسخ والمنسوخ للنحاس
[⇧][46] الناسخ والمنسوخ لابن حزم
[⇧][47] صحيح البخاري 4530، 4536
[⇧][48] صحيح البخاري 5336، صحيح مسلم 1488، صحيح ابن ماجه 1707، صحيح النسائي 3540، صحيح الترمذي 1197
[⇧][49] صحيح البخاري 4531، 5344، صحيح النسائي 3531، سنن أبي داود 2301
[⇧][50] صحيح البخاري 3532، صحيح مسلم 824
[⇧][51] صحيح البخاري 6442، صحيح أبي داود 4418
[⇧][52] صحيح، مسند أحمد 25784، سنن ابن ماجه 1944
[⇧][53] صحيح مسلم 1452، صحيح النسائي 3307، صحيح أبي داود 2062، صحيح ابن حبان 4221، سنن ابن ماجه 1591
[⇧][54] صحيح، تخريج مشكل الآثار للأرناؤوط 12‏/9، تفسير الطبري 33|8، أحكام القرآن لابن العربي 33|8
[⇧][55] السنن الكبرى للبيهقي 8551
[⇧][56] السنن الكبرى للبيهقي 16722
[⇧][57] الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج1 ص519
[⇧][58] صحيح البخاري 1770، 2050، 2098، 4519، صحيح ابن حبان 3894، صحيح أبي داود 1734
[⇧][59] صحيح البخاري 5015، سنن الترمذي 2896، سنن ابن ماجه 3071، مسند أحمد 16660
[⇧][60] صحيح، مسند أحمد 21202، سنن الترمذي 3793، 3898
[⇧][61] صحيح البخاري 2801، 3064، 4090، 4091، صحيح مسلم 677
[⇧][62] صحيح مسلم 1050
التفاسير:
[63] الطبري
[64] القرطبي
[65] ابن كثير
[66] ابن عطية
[67] البغوي
[68] الماوردي
[69] الكشاف
[70] الزجّاج
[71] الألوسي
[72] زاد المسير
[73] البحر المحيط
[74] الدر المنثور
[75] أحكام القرآن لابن العربي
[76] إعراب القرآن للنحاس