15. الخداع .. والابتداع

آليّة لا إلهية
تاريخ كتبه المنتصر
نصوص من لصوص
طائفة مهرطقة
ورقة بن نوفل
كان يتعلم
الهدف العلو
مكة الأصلية

__________________________

آليّة لا إلهية

كان من أهم أدوات مؤسسي الإسلام وأكثرها فعالية هو إقناع الناس بوجود كائن اسمه “اللـه”، يستحق وحده التأليه والعبادة لأنه كامل، مطلق القدرة، وهو “الكل في الكل”، وهو المنعم الرزاق وصاحب الأفضال عليهم، بترديد عبارات مثل “أنعمت عليهم” و”فضل الله عليكم”.. التي تشبه عبارة “لحم أكتافك من خيره”، وأن ذلك سوف يستمر حتى بعد الموت في حياة أبدية. وهكذا يشعر من يصدّق ذلك بأنه مدين لهذا الكائن بالكثير وأنه يستحق الشكر والذكر والطاعة والجهاد في سبيله.

الدِين هو آليّة لا إلهية لتعبيد الناس وتسخيرهم وتجنيدهم باستغلال أطماعهم؛ فمن يطمع بملذات الحياة تغريه الغنائم والنساء والامتيازات، ومن يطمع بملذات موعود بنيلها بعد موته تغريه هالة الوحي المرتّل بصوت رنّان وأنغام شرقية فريدة وكلام مؤثّر وبيان ساحر منسوب إلى كائن مؤلّه عظيم، فيه التوصيف والوعد بالنعيم المقيم وبالإعفاء من عذاب الجحيم. فيكون كل من لديه طمع عبدًا مطيعًا أو مقاتلاً شرسًا، وفقًا لغرض الزعيم.. الذي يمتلك الدهاء ومهارة توجيه الحشود بالترغيب والترهيب وبتبنّي ما يعجبهم من أخلاق وأحكام.

يولي فقهاء الإسلام أهمية عظمى للتحذير من الابتداع في الدين؛ ويحرص الخطباء والوعاظ دومًا على ترديد مقولة محمد “شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة”.
فما الذي يمكن قوله.. إن كان الإسلام ذاته بدعة؟

بعد ثبوت بشرية القرآن (في الأقسام السابقة) ببراهين وافرة سافرة، أتطرق فيما يلي لبعض محاولات الباحثين.. فهم نشأة الإسلام وحيثياتها، وتمييز حقائق التاريخ من أكاذيبه.

تاريخ كتبه المنتصر

إن مؤلفي القرآن مجهولون. بما أن الدولة الإسلامية قامت على البطش والإرهاب، والتاريخ يكتبه المنتصر، لا ندري من ألّف القرآن وكم عددهم، وكم المدة والمراجعات والتعديلات.

في عام 2003 صدر كتاب بحثي استقصائي اسمه “مفترق طرق الإسلام: أصول ديانة العرب ودولة العرب” لعالم الآثار يهودا نيفو والباحثة جودث كورين؛ بحَثا فيه أصول وتطور الدولة الإسلامية من خلال علم الآثار ودراسة النقوش والتاريخ الإسلامي بمنهج دقيق في فحص الكتابات الإسلامية و مصادر مهمَلة قبل القرن التاسع كالحفريات الأثرية والعملات القديمة والنقوش ومخطوطات غير المسلمين في تلك الحقبة.

قدّم المؤلفان مجموعة كبيرة من نقوش أغفلها الباحثون التاريخيون، أكثرها من القرنين السابع والثامن، واستخدماها لتعقّب الكتابات التاريخية التي تختلف عن الكتابات المعروفة. وبناءً على الأدلة الأثرية من القرن السابع شككا في صحة الكتابات عن مرحلة تأسيس الإسلام والتي ما زالت تُقتبس كحقائق في معظم الكتب التاريخية الحديثة؛ فالدلائل الأثرية والتاريخية تشكّل تصورًا عن الشرق الأوسط في القرنين السابع والثامن أنه لم يظهر فيه أيّ نبيّ أو دين يمكن أن يكون قد تطور إلى ما يعرف بالإسلام الآن. واستنتج المؤلفان ما يلي:
• أن مؤرّخي القرنين السابع والثامن ليسوا مصادر موثوقة، وأن كتاباتهم لا تصمد أمام الفحص التاريخي القائم على الأدلة الأثرية وأدلة النقوش القديمة ومخطوطات غير المسلمين. (التاريخ يكتبه المنتصر.)
• أن العرب كانوا وثنيين حينما فرضوا سيطرتهم في القرن السابع على مناطق كانت ضمن الإمبراطورية البيزنطية (دولة الروم).
• أنهم كانوا يفرضون سيطرتهم بدون مقاومة تقريبًا، لأن الروم كانوا قد انسحبوا قبلها بفترة طويلة.
• بعد أن فرضوا سيطرتهم اعتمدوا عقيدة مقتبسة من كتابات يهودية-مسيحية وجدوها في المناطق التي احتلوها؛ وبالتدريج طوروها إلى دين عربي عرف بعدها بالإسلام في منتصف القرن الثامن.
• لم يتم تدوين القرآن كاملًا حتى العصر العباسي عندما جرى تطوير قانون (الشريعة) لغرض تعزيز السلطة والتميّز عن القانون البيزنطي المستخدم من قبل الأمويين. احتاجت الشريعة إلى كتاب رسمي للادعاء بأنه استُنبط من خلال التفسير، ومن ثم تم إعلان “الأحاديث النبوية” على أنها جزء من الوحي. [1]

ولم يكن استحواذهم على البلاد بدعم من “الملائكة”، بل بضعف وإنهاك الروم والفرس من حرب طويلة بينهم، وبتأييد جزء من الشعب للغزاة لكي يتحرروا من الاضطهاد المذهبي. [2]

الأدلة التي قدّمها المؤلفان تثبت وجهة نظر علماء أخرين، مثل فريد دونر في التاريخ، جون وانسبروغ، وكذلك باتريشيا كرون ومايكل كوك بكتابهما “الهاجَرية: كيف صُنع العالم الإسلامي” الذي خلص إلى أن الإسلام والقرآن ليسا من عمل محمد أو الإله العربي. [1]

نصوص من لصوص

صرّح الباحث غيرد بوين باعتقاده أن القرآن كان نصوصًا تتطور، ولم يكن وحيًا نزل كاملاً في القرن السابع. [3]

في القرن التاسع، كتب عبدالمسيح بن إسحاق في “رسالة الكِندي” أن الروايات في القرآن مخلوطة ومتداخلة، والأسلوب والأفكار تختلف بين أجزائه، وأن هذا دليل على أن عدة أشخاص عملوا عليها، وتسببوا في اختلافات، وأضافوا ما يحلو لهم وحذفوا ما لا يحبونه. [4]

وفي كتابه “قراءة سريا-آرامية للقرآن”، أيّد كريستوف لوكسنبرغ ادعاءات التأليف المتأخر للقرآن؛ وقد تتبّع الكثير من نصوصه إلى مصادر أخرى غير محمد، وقدّم أطروحة بأن القرآن هو مجرد إعادة صياغة لنصوص مسيحية سابقة، هي أسفار سريانية. [5] ووافقه الرأي جون وانزبرو بقوله أن القرآن هو تنقيح لأجزاء من كتب مقدسة، خاصة الكتب اليهودية المسيحية. [6]

طائفة مهرطقة

الباحث كارل-هاينز أوليغ وصل إلى استنتاج مفاده أن شخص محمد لم يكن محوريًا لنشأة الإسلام، وأنه في تلك المرحلة المبكرة كان مؤسسو الإسلام في الواقع طائفة مسيحية عربية لديها اعتراضات على تصور الثالوث، وأن الحديث والسيَر في وقت لاحق هي مصطنعة في جزء كبير منها، كان لها دور أساسي في فصل الإسلام عن جذوره المسيحية وبناء ديانة جديدة كاملة. [7]

في كتابه “ينبوع الحكمة”، يوحنّا الدمشقي (676-749م) الذي كان على دراية بالإسلام والعربية، سجّل في فصل بعنوان “فيما يتعلق بالبدع” سلسلة مناقشات بين المسيحيين والمسلمين؛ وادّعى أن الراهب الآري “بحِيرا” قد أثّر على محمد (خلال رحلات محمد التجارية إلى بلاد الشام). واعتبر أن القرآن مجرد خليط مشوّش استُخلص من الكتاب المقدّس. [8] ويوجد ذكر للراهب بحيرا ضمن الهراطقة (أي المبتدِعة في المسيحية) في مصادر مسيحية، إذ أنه كان موحّدًا وضد عقيدة الثالوث. من ذلك ما ورد لدى يوحنّا الدمشقي في كتابِه، الجزء الخاص بالهرطقات، عدّد فيه مئة بدعة نشأت في المسيحية، وختمها بـ”هرطقة الإسماعيليّين”، أي الإسلام. واتهم يوحنّا محمدًا بأنه أخذ دينه عن بحيرا، وأن بحيرا قد ساعد محمدًا على كتابة بعض نصوص القرآن. [9] وانتهى إلى رأي مفاده أن مؤسسي الإسلام هم طائفة مسيحية مهرطقة ألهمت آراؤها الخاطئة القرآن. ويؤكد بعض المؤلفين العرب أن بحيرا هو مصدر ما يتوافق مع مبادئ المسيحية من القرآن؛ بينما تم تأليف الباقي إما عن طريق مؤلفين لاحقين مثل عثمان بن عفان أو يهود وعرب معاصرين له. وتشترك السير الذاتية الجدلية المسيحية لمحمد في الادعاء بأن الأمّية المزعومة لمحمد لا تعني أنه تلقى التعليم الديني حصرًا من الملَك جبرائيل، وغالبًا ما عرّفت بحيرا كمعلّم سرّي لمحمد. [10]

ورقة بن نوفل

بعض الباحثين اعتبروا أن تأثير “بحيرا” على محمد كان محدودًا لأن مقره (في بلاد الشام) كان بعيدًا ولم يتواصلا كثيرًا؛ وقدّموا فرضية أقوى، تقول أن محمدًا كان يتلقى أكثر ما جاءه من علم.. من ابن عم زوجته خديجة، القَس “ورقة بن نوفل” الذي كان يجيد اللغة العبرانية ودرس الإنجيل العبراني وغيره من الكتب، وأن معتقد العبرانيين الذين آمنوا بالمسيح هو أن الخلاص يكون بالجمع بين الإيمان بالمسيح وإقامة شريعة موسى، وأنه كان بين محمد ومعلّمه ورقة لقاءات كثيرة لسنين عديدة، أُخفيت لغرض إظهار محمد كنبي (يوحى إليه من ملَك كان يزوره)، وأن أكثر ما في الأجزاء المكّية من القرآن هو ترجمة لمحتوى الإنجيل العبراني. [7][11]

ومن القرائن على ذلك.. تردده طوال شبابه على غار حراء البعيد عن أعين الناس حيث أمكن له دراسة ما جلبه من كتب من الشام، وأنه لم يبدأ دعوته حتى تعدى سن الأربعين.. ثم “فتور الوحي” بعد موت القس:
{عن عائشة: كانَ أوَّلَ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ الرُّؤْيا الصّادِقَةُ في النَّوْمِ […] فَكانَ يَلْحَقُ بغارِ حِراءٍ فَيَتَحَنَّثُ فيه – قالَ: والتَّحَنُّثُ: التَّعَبُّدُ – اللَّيالِيَ ذَواتِ العَدَدِ […] ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ ورَقَةُ أنْ تُوُفِّيَ، وفَتَرَ الوَحْيُ فَتْرَةً، حتّى حَزِنَ رَسولُ اللَّهِ ..} [12]

كان يتعلم

فكرة أن محمدًا كان يتعلّم محتوى القرآن من مصادر أرضية.. كانت حاضرة منذ البداية، عندما لاحظ قومه قرائن عليها:
{.. جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ} 44|13-14
(القرطبي: أَيْ عَلَّمَهُ بَشَرٌ أَوْ عَلَّمَهُ الْكَهَنَةُ وَالشَّيَاطِينُ)
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} 16|103
(الطبري: .. أنهم فيما ذُ كر كانوا يزعمون أن الذي يعلِّم محمدًا هذا القرآن عبد روميّ […] وكان قَينًا بمكة نصرانيا. […] ابن عباس قال: كان رسول الله .. يعلِّم قينا بمكة، وكان أعجميّ اللسان، وكان اسمه بَلْعام، فكان المشركون يَرَوْن رسول الله .. حين يدخل عليه، وحين يخرج من عنده، فقالوا: إنما يعلِّمه بلعام […] قتادة [قال ..] عبد لبني الحَضْرميّ يقال له يعيش، […] وكان يعيش يقرأ الكُتُب […] ابن إسحاق قال: كان رسول الله .. فيما بلغني كثيرًا ما يجلس عند المَرْوَة إلى غلام نصراني يقال له جَبْر، […] قال عبد الله بن كثير: […] اسمه جَبْر وكان صاحب كُتُب […] وقال آخرون: بل كانا غلامين اسم أحدهما يسار والآخر جَبْر […] فكانا يقرآن التوراة، وكان رسول الله .. ربما جلس إليهما، فقال كفار قريش: إنما يجلس إليهما يتعلم منهما، […] وقال آخرون: بل كان ذلك سَلْمان الفارسي.)

الهدف العلو

غياب مواد مؤيدة معاصرة للقرن الأول من الإسلام أثار الأسئلة حول صحة ما قدمته المصادر التقليدية اللاحقة. كل ما حُفظ من هذه الفترة هو نقود ونقوش تذكارية قليلة على المباني. لكن بعض العلماء يرفضون التقليل من شأن المصادر الرئيسة لذلك العصر.

إلى جانب نقوش قبة الصخرة، توجد مقاطع قرآنية قصيرة على العملات المعدنية التي صدرت في عهد عبد الملك بن مروان (697-750م) منها جزء من آية 9 من سورة الصف باختلاف بسيط (حذف كلمة رسول): “أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ”. وبالتوازي مع نقوش قبة الصخرة، من الواضح أن هذه المقاطع تهدف إلى إعلان علوّ دين الإسلام الجديد، وفوقيته على المسيحية على وجه الخصوص. [13]

مكة الأصلية

توصّل بعض الباحثين المعاصرين (وعلى رأسهم باتريشيا كرون، توم هولاند، و دان غيبسون) إلى دلائل قوية.. على أن مكة التي في الحجاز.. مزيَّفة، مستحدثة، وأن مكان المسجد الحرام الحالي (الكعبة) ليس هو الأصلي المذكور في القرآن والأحاديث، وأن الكعبة أزيلت من مكانها الذي كان بين يثرب وفلسطين، ويرجَّح أنه البتراء في الأردن، ثم بُنيت في مكة الحجاز، وأن نصوص تحويل القِبلة وُضعت لهذا الغرض، وحُددت مواقع بديلة للحج، ووُجّه الناس إليها. وبهذا يبطل العجب من مسألة تحويل القبلة، إذ من اللامنطقي أن تكون لمحمد وأتباعه قبلة أولى غير الكعبة التي آمنوا أن إبراهيم بناها، وكان الناس يحجّون إليها ويطوفون حولها. [14]

من تلك الدلائل:
• أن نصوص القرآن والأحاديث الخاصة بمكة (أم القرى) تناسب ذلك المكان أكثر من مكة الحجاز
• أنه قريب من وطن إبراهيم في فلسطين، لأنه وفقًا للقرآن، أخذ ابنه إسماعيل إليه، ثم بَنَيا الكعبة فيه
• أنه كان مركزًا دينيًا هامًا ومزارًا يحجّ الناس إليه، فيه آثار معبد ومسعىً بين جبلين (الصفا والمروة الأصليين)
• أنه صالح لمعيشة قريش، القوم كثيري العدد، ولرعي خيلهم وإبلهم وغنمهم، بينما أرض مكة الحجاز غير صالحة للزراعة
• وجود عدة مساجد أثرية في بلاد الشام وغيرها، بُنيت بعد زمن محمد، قِبلتها باتجاه ذلك المكان
• عدم وجود اسم مكة في أي وثيقة عُثر عليها كُتبت قبل منتصف القرن الثامن، من المسلمين أو من غيرهم، لا كتاب ولا مخطوطة ولا رسالة
• عدم وجود آثار أو نقوش في مكة الحجاز، بينما تتوفر في البتراء وغيرها من بلاد العرب، بالرغم من ثراء مكة الثقافي قبل الإسلام، وقدوم الحُجّاج إليها من كل صوب من قديم الزمان
• وجود آثار قصف المنجنيق في البتراء، لا في مكة
• فقدان المؤلفات الإسلامية التي كُتبت في القرنين الأول والثاني (اللذان قال محمد أنهما خير القرون)

وافترضوا أن ما حدث كالتالي:
كان عبدالله بن الزبير واليًا على يثرب في عهد الخليفة معاوية. بايعه جزء كبير من المسلمين للخلافة بعد مقتل الحسين بن علي، ورفضوا مبايعة يزيد بن معاوية، ومنهم ابن عباس حَبر الأمّة ومنهم شيعة آل محمد. إبّان الحرب بين حزبه (الديني) وحزب يزيد، الأمويين (القومي)، لجأ ابن الزبير إلى البتراء (مكة الأصلية)، وبعد قصف الكعبة وتهدّمها، وفكّ الحصار عنها بسبب موت يزيد.. أقدم على تسويتها بالأرض، وأخْذ الحجر الأسود، والهجرة وتهجير السكّان معه إلى أرض مكة الحالية، وبناء الكعبة فيها، وإشاعة أن فيها القواعد التي أسسها إبراهيم، لكي يكونوا بعيدين عن منال الأمويين، ويتمترسوا في هذا المكان الحصين المتواري بين الجبال، وتكون الكعبة في دولتهم، لا في دولة عدوّهم. وقد شملت دولة الخليفة ابن الزبير معظم البلاد الإسلامية، ولم يبق للأمويين غير سوريا. وصار الأمويون يقدّسون البلدة القديمة بلا كعبة، ويحجّون بالناس إليها، وأعداؤهم يقدّسون الجديدة التي فيها الكعبة ويحجّون إليها، وكان البعض يقدّس البلدتين ويحجّ إليهما في عام واحد. [14]

بالرغم من مقص الرقيب العباسي، فإن لهذا ما يثبته ويؤكده في المصادر الإسلامية وغيرها، كما يلي:

في كتب التاريخ

بدءًا من عام 63 هـ، عبارات تشي بالأمر.
مثال: “حجَّ أبّان بن عثمان وهو على المدينة بالناس حجتين سنة ست وسبعين.” [15] هذا لا مبرر له إلا وجود مكانين مختلفين للحج.
مثال آخر: “لَمَّا قَتَلَ مُصْعَبٌ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمُخْتَارَ، طَلَبَ أَصْحَابُ الْمُخْتَارِ مِنْ مُصْعَبٍ الْأَمَانَ، فَأَمَّنَهُمْ، … فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُم: … نَحْنُ أَهْلُ قِبْلَتِكُمْ وَعَلَى مِلَّتِكُمْ وَقَدْ قَدَرْتَ فَاسْمَحْ وَاعْفُ عَنَّا.” [16] قوله “نَحْنُ أَهْلُ قِبْلَتِكُمْ” يدل على أن في ذلك الوقت، كان للمسلمين أكثر من قبلة واحدة.
ولعل مما ثنى الأمويين عن إرجاع الحجر الأسود إلى البتراء.. أن زلزالاً ضربها ودمر جزءًا منها، إذ اعتبروه من غضب “اللـه” عليها.

وبعد سنين من انقسام الناس بين القبلتين، هزم العباسيون أعداءهم الأمويين واستولوا على الدولة، وفضّلوا القبلة الجديدة وفرضوها قبلة للمسلمين في كل مكان، وحرصوا على إخفاء كل ما يدل على أن البتراء هي مكة الأصلية. يمكن افتراض عدة أسباب لذلك، منها.. الدمار الذي أصابها من قصفها بالمنجنيق ومن الزلزال، وأن اختيار القبلة الجديدة هو بمثابة انتصار للحزب الموالي لهم وقهر للآخر المعادي، وحرصهم على طمس التاريخ العربي والإسلامي المبكر (المرتبط باليهود والنصارى) وما قد يفضح بشرية القرآن، وكتابة تاريخ جديد مستقل، (فالتاريخ يكتبه المنتصر؛) وقد امتدت يد هذه الكتابة.. لتطال القرآن والأحاديث والسيَر.

في صورة المكان من قمر صناعي

تبيّن الصورة.. أن البتراء بين جبلين، يمكن افتراض أنهما “الأخشبان”؛ وبجوارها وادي موسى ومقام هارون، وهذا يبرر انشغال القرآن بقصة موسى وهارون وتكررها فيه (كما يبين القسم 10)، فيبدو أنها كانت أهم قصة في تراث أهل هذه المنطقة.

في القرآن

هذا نص يشير إلى أن أهل مكة (قريش) هم من كان يقوم برعاية للحُجّاج والمسجد الحرام:
{أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ..} 9|19

وهذا النص من سورة مكّية:
{وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ • إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ • إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ • ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ • وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ • وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} 37|133-138
قال الساجع لأهل مكة “تَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ”، ولم يقل “كل صيف وشتاء”، أي أنهم كانوا يمرّون على أطلال قوم لوط “سدوم” باستمرار، صبحًا وليلاً؛ ومعلوم أن هذا الموقع مجاور لفلسطين، قُرب البتراء، وأنه وفقًا للتوراة.. لوط هو ابن أخي إبراهيم، الذي كان يعيش في فلسطين. [17]

وهذا النص أيضًا من سورة مكّية، المقصود به أهل مكة:
{وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ • وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ..} 14|44-45
لا يوجد في مكة الحجاز ولا في ما حولها أثر لمساكن أقدم من زمان محمد، بينما هي موجودة في البتراء وما حولها.

وهذه نصوص من سوَر مكّية عن الزراعة في مكة الأصلية، والخطاب فيها موجّه إلى أهلها (لأن الجدال في السوَر المكّية كان معهم، وكان القرآن يرُدّ على أسئلتهم وحججهم):
{أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ • أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} 56|63-64
{وَحَدَائِقَ غُلْبًا • وَفَاكِهَةً وَأَبًّا • مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} 80|30-32
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ • يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ..} 16|10-11

أرض مكة الحجاز غير صالحة للزراعة. ولا ريب أن وطن قريش كثيري العدد كان لا بد أن يكون زراعيًا ليعيشوا ويأكلوا هم ومواشيهم.

أيضًا، يتكرر في القرآن ذِكر نزول الماء من السماء (هطول الأمطار على أرض مكة الأصلية)، ولم يُذكر فيه ماء بئر زمزم (المعجزة المزعومة) إطلاقًا.

أما النص {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} 14|37
فإما أنه يعني أنها أصبحت زراعية ذات ثمرات.. بدعاء إبراهيم، أو أن المقصود به وادٍ مجاور للبتراء، إذ أن قوله “عِنْدَ بَيْتِك” ربما يعني أن الوادي قريب من البيت، لا أن البيت في الوادي، أو.. أن النص أضيف إلى القرآن بعد تغيير موقع الكعبة.

ووُصفت بأنها أم القرى:
{.. لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ..} 42|7، 6|92
لم يكن اسم “أم القرى” لائقًا بمكة الحجاز، المكان المغمور المنعزل في منطقة نائية جرداء، بينما كانت تليق بالبتراء.

وأنها كانت تسمّى بَكّة:
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} 3|96
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: “وَحُدِّثْتُ أَنَّ قُرَيْشًا وَجَدُوا فِي الرُّكْنِ كِتَابًا بِالسُّرْيَانِيَّةِ، فَلَمْ يَدْرُوا مَا هُوَ حَتَّى قَرَأَهُ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ، فَإِذَا هُوَ: أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ، خَلَقْتهَا يَوْمَ خَلَقْتُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَصَوَّرْتُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، وَحَفَفْتهَا بِسَبْعَةِ أَمْلَاكٍ حُنَفَاءَ، لَا تَزُولُ حَتَّى يَزُولَ أَخْشَبَاهَا، مُبَارَكٌ لِأَهْلِهَا فِي الْمَاءِ وَاللَّبَنِ.” [18]
السريانية لغة تخص أهل سوريا والعراق، [19] لا علاقة لها بجنوب الحجاز.

في الأحاديث

أنها بين جبلين:
{عائشة قالت لمحمد: هلْ أتى عَلَيْكَ يَوْمٌ كانَ أشَدَّ مِن يَومِ أُحُدٍ؟ قالَ: لقَدْ لَقِيتُ مِن قَوْمِكِ ما لَقِيتُ، وكانَ أشَدَّ ما لَقِيتُ منهمْ يَومَ العَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي على ابْنِ عبدِ يالِيلَ بنِ عبدِ كُلالٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أرَدْتُ، فانْطَلَقْتُ وأنا مَهْمُومٌ على وجْهِي، فَلَمْ أسْتَفِقْ إلّا وأنا بقَرْنِ الثَّعالِبِ، […] فَنادانِي مَلَكُ الجِبالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، ذلكَ فِيما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْن ..} [20]
{قال محمد: إذا كُنْتَ بيْنَ الأخشبَيْنِ مِن مِنًى، (ونفَخ بيدِه نحوَ المَشرِقِ،) فإنَّ هناك واديًا يُقالُ له السُّرَرُ، به شَجرةٌ سُرَّ تحتَها سبعونَ نَبيًّا.} [21]
وفقًا لهذا الحديث، وُلد بين الأخشبين 70 نبيًا. من المعروف أن أكثر قصص الأنبياء أماكنها المزعومة في بلاد الشام ومصر، وليس منها جنوب الحجاز.
قال ابن كثير عن الأخشبين: “هُمَا جَبَلَا مَكَّةَ اللَّذَانِ يَكْتَنِفَانِهَا جَنُوبًا وَشَمَالًا.” [22]
هذا الوصف ينطبق على جبليّ البتراء.

وأن المسعى في بطن مَسِيل:
{ابْن عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ … إِذَا طَافَ الطَّوَافَ الْأَوَّلَ خَبَّ ثَلَاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا، وَكَانَ يَسْعَى بِبَطْنِ الْمَسِيلِ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.} [23]

وفي المصادر الإسلامية أنها كانت من بلاد العماليق:
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ..} 2|127
(الطبري: عَنْ مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ: أَنَّ اللَّهَ لَمَّا بَوَّأَ إِبْرَاهِيمَ مَكَانَ البَيْتِ خَرَجَ إِلَيْهِ […] وَخَرَجَ مَعَهُ جِبْرِيلُ، […] حَتَّى قَدِمَ بِهِ مَكَّةَ، […] وَبِهَا أُنَاسٌ يُقَالُ لَهُمُ “العَمَالِيقُ” خَارِجَ مَكَّةَ وَمَا حَوْلَهَا ..)
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِيْ خَبَرِ قَوْمِ عَاد: “كَانَ الْبَيْتُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ مَعْرُوفًا مَكَانُهُ، وَالْحَرَمُ قَائِمٌ فِيمَا يَذْكُرُونَ، وَأَهْلُ مَكَّةَ يَوْمَئِذٍ الْعَمَالِيق” [24]
العماليق (العمالقة) قوم مذكورون في التوراة، وفيها أن بلادهم كانت بين مصر وسوريا:
{وَأَمِيرُ قُورَحَ وَأَمِيرُ جَعْثَامَ وَأَمِيرُ عَمَالِيقَ. هؤُلاَءِ أُمَرَاءُ أَلِيفَازَ فِي أَرْضِ أَدُومَ. ..} سفر التكوين 36|16
{وَأَبَى مَلِكُ أَدُومَ أَنْ يَأْذَنَ لِلإِسْرَائِيلِيِّينَ بِاجْتِيَازِ أَرَاضِيهِ. فَتَحَوَّلُوا عَنْهُ.} سفر العدد 20|21
إقليم أَدُوم يمتد مسافة مائة ميل بين البحر الميت وخليج العقبة. وكانت سالع عاصمة أدوم قديمًا، ثم تغير اسمها فيما بعد إلى البتراء. [25]
{تَذَكَّرُوا مَا صَنَعَهُ بِكُمْ شَعْبُ عَمَالِيقَ لَدَى خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ،} سفر التثنية 25|17
{ثُمَّ رَجَعُوا وَجَاءُوا إِلَى عَيْنِ مِشْفَاطَ الَّتِي هِيَ قَادِشُ. وَضَرَبُوا كُلَّ بِلاَدِ الْعَمَالِقَةِ، ..} سفر التكوين 14|7
عين مشفاط (قَادَشَ بَرْنِيع) تقع غرب وادي عَرَبة، قرب الحد الجنوبي لبني إسرائيل. ويرّجح أنها عين قديس، على مسافة 80 كيلو-مترًا جنوب بئر سبع. [26]

وفي الأحاديث أن محمدًا، قبل الهجرة، التقى بوفد من يثرب وبايعوه في العَقَبة، بما سمّي “بيعة العقبة”، تحت شجرة:
{انْطَلَقَ النَّبِيُّ … وَمَعَهُ الْعَبَّاسُ عَمُّهُ إِلَى السَّبْعِينَ مِنْ الْأَنْصَارِ عِنْدَ الْعَقَبَةِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ..} [27]
{.. ابْن مَسْعُودٍ … رَمى جَمْرَةَ العَقَبَةِ، فاسْتَبْطَنَ الوادِيَ حتّى إذا حاذى بالشَّجَرَةِ اعْتَرَضَها ..} [28]
العقبة.. جنوب الأردن، في الطريق بين يثرب والبتراء. المسافة بين البتراء والعقبة أقل من 99 كيلو-متر.

وأن محمدًا لمّا هاجر من مكة الأصلية إلى يثرب (المدينة)، دخلها من “ثَنيَّة الوَداع”. الثَنيَّة هي ممرّ في جبل. ثَنيَّة الوَداع هي ممرّ في جبل شمال يثرب (جهة الشام وتبوك):
{السائب بن يزيد قال: خَرَجْتُ مَعَ الصِّبْيَانِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ نَتَلَقَّى رَسُولَ اللَّهِ … مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ.} [29]
وعن هجرة محمد، حديث في صحيح البخاري – كتاب مناقب الأنصار – باب مقدم النبي وأصحابه المدينة: {الْبَرَاء بْنَ عَازِبٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ […] ثُمَّ قَدِمَ النَّبِيُّ … فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ ..} [30]
قال ابن حَجَر في شرح هذا الحديث: أخرج أبو سعيد في “شرف المصطفى”… من طريق عُبيدالله بن عائشة منقطعًا: لما دخل النبي … المدينة، جعلت الولائد يَقُلن: طلع البدر علينا من ثنيّة الوداع .. [31]
وقال ابن كثير في “البداية والنهاية”، في فصل “دُخُولِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْمَدِينَةَ وَأَيْنَ اسْتَقَرَّ مَنْزِلُهُ بِهَا” [32]: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ … الْمَدِينَةَ جَعَلَت النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ يَقُلْنَ:
طَلَعَ الْبَدْرُ عَلَيْنَا • مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاع
وَجَبَ الشُّكْرُ عَلَيْنَا • مَا دَعَا لِلَّهِ دَاع
وروى البيهقي هذا في “دلائل النبوة”، وقال عن هذا النشيد: “هَذَا يَذْكُرُهُ عُلَمَاؤُنَا عِنْدَ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ مِنْ مَكَّةَ، لَا أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ ثَنِيَّاتِ الْوَدَاعِ عِنْدَ مَقْدَمِهِ مِنْ تَبُوكَ ..” [33]
ورواه أبو الحسن الخلعي في “الفوائد” وأكّده الإمام الغزالي وابن الجوزي. [34]

وهكذا، ينكشف مستور آخر، وتكون الفضيحة مزدوجة؛ فلا كتاب الإسلام المقدّس أصلي، ولا أرضه المقدّسة أصلية. كله زيف وخداع.

 

النبوة، الكهانة، والعرافة
مرتبطة بالدجل والخرافة
هلمّوا علماء الشعب وأشرافه
لنعالج خطأه وانحرافه

 

[1] ويكيبيديا العربية والإنغليزية – مفترق طرق الإسلام: أصول ديانة العرب ودولة العرب (كتاب)
[2] ويكيبيديا – الفتح الإسلامي للشام

[3] Querying the Koran, by Abul Taher, The Guardian, 8-8-2000
[4] Andrew Rippin, 1991, Muslims: their religious beliefs and practices, v1 p26
[5] The Syro-Aramaic Reading Of The Qur’an, 2007
[6] Quranic Studies 1977 and The Sectarian Milieu 1978 by John Wansbrough
[7] Karl-Heinz Ohlig, 2007, Der frühe Islam
[8] St. John of Damascus’s Critique of Islam, 1958, p153-160

[9] ينبوع المعرفة ليوحنا الدمشقي

[10] Barbara Roggema, “Baḥīrā”, Encyclopaedia of Islam, THREE, 2014 [2011]

[11] قس ونبي لأبي موسى الحريري
[12] صحيح البخاري 4953

[13] Estelle Whelan, 1998 “Forgotten Witness: Evidence For The Early Codification Of The Qur’an”

[14] • جغرافية القرآن لدان غيبسون – القسم السادس
مقالة “ثرثرة خارج التراث.. كيف تحولت الكعبة من البتراء إلى مكة” لطه لمخير

Wikipedia – Bakkah
Wikipedia – Mecca

[15] تاريخ الطبري – سنة 76
[16] الكامل في التاريخ لابن الأثير – سنة 67، البداية والنهاية لابن كثير – سنة 71، سير أعلام النبلاء للذهبي ج3 ص539
[17] الكتاب المقدس – سفر التكوين 12|5
[18] السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص196، تفسير القرطبي 2|127، البداية والنهاية لابن كثير ج3 ص475
[19] ويكيبيديا – اللغة السريانية
[20] صحيح البخاري 3231، صحيح مسلم 1795، صحيح ابن حبان 6561
[21] صحيح ابن حبان 6244، مسند أحمد 6197، موطأ مالك 966، سنن النسائي الكبرى 2995
[22] تفسير ابن كثير 6|58
[23] صحيح مسلم 1261، مسند أحمد 5703، صحيح ابن خزيمة 2762، سنن البيهقي 9064، سنن الدارمي 1841
[24] تفسير الطبري 7|69
[25] إقليم أدوم – موقع الأنبا تكلا هيمانوت
[26] قَادَشَ بَرْنِيع – موقع الأنبا تكلا هيمانوت
[27] مسند أحمد 16630، البداية والنهاية لابن كثير ج4 ص394، سير أعلام النبلاء للذهبي ج2 ص247
[28] صحيح البخاري 1750
[29] صحيح البخاري 4426، صحيح أبي داود 2779، صحيح ابن حبان 4792، صحيح الترمذي 1718، مسند أحمد 15294
[30] صحيح البخاري 3925، مسند أحمد 18568، سنن النسائي الكبرى 11666
[31] فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني 3925
[32] البداية والنهاية لابن كثير ج4 ص485
[33] البداية والنهاية لابن كثير – سنة 8، التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن 4161
[34] تلبيس إبليس لابن الجوزي ص251، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى للسمهودي ص43